ما الحكم في العمل بمهنة المحاماة

السؤال: يقول السائل؛ -بارك الله فيكم-، ما الحكم في العمل بمهنة المحاماة؟..

الجواب:
إخواني -طبعا- المحاماة في الأصل مهنة شرعية، ومتوارثة في التاريخ الإسلامي؛ يوجد مرافعة، ويوجد وكيل، ويوجد دعوى، ويوجد قضاء..
موجود هذا في التراث الإسلامي كثير..

لكن لما وجدت القوانين الوضعية في المجتمعات الإسلامية -للأسف!- و في كثير منها، حصلت هذه النفرة من المحاماة بسبب ما فيها من مخالفات شرعية كثيرة!، فضلا عن شيء أخر -ليس ذا شأن ولا صلة بموضوع القضاء- وإنما بتصرفات أكثر المحامين -للأسف الشديد!-؛ فكثير منهم يتصرفون بالتلاعب القانوني(!)، و بالالتفاف! وبالرشاوى! إلى أخر هذه الأمور التي أصبحت أو كادت تكون معروفة عند الناس جميعا!!..
إلا من رحم الله، لا نعمم..

لكن، هل هذا كله يمنع أهل الخير من أن يدرسوا المحاماة ويتعاملوا فيها؟..

انا أقول: لو كان ذلك كذلك؛ أي أن أهل الخير والفضل امتنعوا عن دراسة المحاماة والعمل فيها لكثر الشر وتعاظم الخطر وتفاقم البلاء؛ كيف لا يكون ذلك كذلك!؛ و الحقوق ستضيع!، وأهل الباطل سيزدادون! و أهل الخير سيضعفون..

فالعمل بالمحاماة -ممن يتقون الله من أهل الفضل والخير-، هو من باب تقليل الشر يعني؛ لا يوجد حكم شرعي في هذا الذي سرق، والحكم الشرعي معروف..لكن أيهما أفضل:
أن لا يعاقب بالكلية؟!..
أم يعاقب هذه العقوبة التي على الأقل تكون من باب "فشرد بهم من خلفهم.."
هذا أدنى الأمرين وأقل الشرين، واعظم المصلحتين في الواقع الذي نعيش.

إذا، كما يقول العلماء الميسور لا يسقط بالمعسور؛ يعني ما تيسر من العقوبة -ولو كانت في أصلها غير شرعية- أهون! من غياب العقوبة بالمطلق، لأن آثار عدم العقوبة بالمطلق ستكون أكثر إساءة وأشد بلاء على الأفراد وعلى عموم الأمة..

حتى هذه القوانين الموجودة مع وجود التشديد والأحكام والقضاء والمحاماة إلا أن أكثرها غير رادع!، فكيف لو تكن هذه غير موجودة!..
كيف لو لم يكن هنالك عقوبات أو أن أهل الخير سحبوا أيديهم!..

وبالتالي لم يبقى إلا أهل الشر سواء ممن يقومون به أو يدافعون عنه أو يحكمون به هذه نظرة مقاصدية مهمة جدا في معرفة المسائل.

رابط الفتوی

⬅ خدمة فتاوى الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:✍✍

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيخ محمد بخيت الحجيلي ينصح أهل نيجيريا

فقه الصلاة عند الزلازل والراجح من أقوال الفقهاء* جمعته على عجالة

كيف تحقق المسائل وتراها -الشيخ فتحي الموصلي